السبت، 14 مايو 2011

الكتاب المدرسي

الكتاب المدرسي وسيلة أم غاية ؟!!
كثير من الأشياء والممارسات في حياتنا اليومية، نعتقد أن تصورنا لها هو التصور الأمثل، ولكن نتفاجأ مع مرور الأيام خلاف ذلك، وهذا ما يحدث تماما في الميدان التربوي حول النظرة الخاطئة نحو الكتاب المدرسي، حيث يظن كثير من التربويين؛ سواء كانوا معلمين أو مشرفين، أن الكتاب المدرسي هو المصدر الوحيد للمعرفة، وعلى المعلم أن يتقيد بما جاء فيه، وإلزام الطلاب بذلك، حتى أصبح الكتاب المدرسي غاية في حد ذاته، وترسخ لدى كلا من الطالب وولي الأمر أن الكتاب المدرسي ذا أهمية كبيرة لا يمكن أن تتحقق العملية التعليمية من دونه، وكثير ما نسمع بتأخير بدء الدراسة في بداية العام، والسبب في ذلك هو عدم وصول الكتب للمدرسة، وكأن المحرك الوحيد لعملية التعليم هو الكتاب المدرسي.
      ومن خلال ما سبق ذكره لا نريد أن نقلل من أهمية الكتاب المدرسي، وأثره البالغ في عملية التعلم لدى الطالب، فهو أحد الوسائل المهمة في عملية التعلم، ولكن في الوقت نفس لا نريد أن ينال الكتاب المدرسي تركيزا واهتماما مبالغا فيه، فهو عبارة عن وسيلة وليس غاية، ويجب على المعلم الناجح عدم الاقتصار على الكتاب المدرسي في عملية التعليم، فهو وسيلة واحد من مجموعة من الوسائل التي يمكن للمتعلم الحصول على المعرفة من خلالها، وكما أن الكتاب المدرسي مهما بذل فيه من جهد وإخراج جيد، ومهما وضع فيه من معارف وتجارب وخبرات، فإن النتائج متوقفة على المعلم الجيد الذي يحسن استخدام الكتاب المدرسي ويقوم بتوظيفه بشكل إيجابي، فيجب على المعلم أن تكون لديه هذه النظرة وأن يجعل الكتاب المدرسي خاضعا لإجراءات الدرس وليس مسيطرا عليها، كما يجب على المعلم بث روح الحماس في نفوس الطلاب للبحث والاطلاع والرجوع إلى المراجع والمصادر المختلفة، وبذلك ينمي المعلم في نفوس طلابه حب القراءة والاطلاع، وعدم الاعتماد الكلي على الكتاب المدرسي، والمعلومات الواردة فيه، ومن هنا يمكن أن نصل إلى المستوى المأمول في عملية التعليم.
إعداد / سفر القرني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق